قال: "ولا من نفى حقيقة حكمته التي هي الغايات المحمودة المقصودة بفعله".
الذين نفوا حكمة الله، لم يقولوا: إنه ليس بحكيم وإنما قالوا: ليس لأفعاله غاية ولا علة، يظنون أنهم بهذا الكلام ينزهون الله، تعالى الله عما يقولون! أما نحن فإننا نقول: إنه إذا فعل شيئاً فمن أجل شيء وله فيه حكمة مثل: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ))[الذاريات:56] فهو ما خلقهم إلا لأجل العبادة، أما نفاة الحكمة فقالوا: هذا لا يليق، ولا نثبته لله، الله سبحانه وتعالى ما يفعل شيئاً من أجل شيء، ظنوا بهذا أنهم ينزهون الله، فوقعوا في المصيبة الكبرى وهي نفي الحكمة عن الله.
فكأنه إن خلق شجرة أو حجراً أو أرسل نبياً فالأمر واحد، وكلها أفعال تخضع لمطلق المشيئة أو الإرادة فقط، ليس لها حكم ولا علل، فنفوا مقصوده وحكمته وغرضه من خلقه.